[size=18]
كتب محمد طنطاوى
كشفت قناة الجزيرة القطرية عن وثائق سرية اطلعت عليها تقول إن السلطة الفلسطينية تنازلت عن المطالب بإزالة كل المستوطنات الإسرائيلية فى القدس الشرقية، باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم، وأبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة فى الحرم الشريف وحى الأرمن والشيخ جراح.
وبحسب محضر اجتماع بتاريخ 15 يونيو/ حزيران 2008 حضره مفاوضون أمريكيون وإسرائيليون، قال رئيس طاقم المفاوضات فى السلطة الفلسطينية أحمد قريع إن "هذا المقترح الأخير يمكن أن يساعد فى عملية التبادل وقيام الدولة الفلسطينية".
وأضاف، قريع "اقترحنا أن تضم إسرائيل كل المستوطنات فى القدس ما عدا جبل أبوغنيم، وتابع "هذه أول مرة فى التاريخ نقدم فيها مقترحا كهذا وقد رفضنا أن نفعل ذلك فى كامب ديفيد".
وقد مثل حديث قريع هذا خلاصة صريحة وواضحة لما عرضه -بالخرائط- الوفد الفلسطينى المفاوض برئاسته فى الرابع من مايو 2008، وهو الاجتماع نفسه الذى قال فيه قريع للإسرائيليين إن هناك مصلحة مشتركة فى الإبقاء على بعض المستوطنات.
وقد فعل صائب عريقات نفس الموضوع حينما قال فى اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر 2009 مع المبعوث الأمريكى إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل، وفقا لوثيقة سرية، "بالنسبة للمدينة القديمة فإنها تكون تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحى اليهودى وجزء من الحى الأرمنى".
وتعتبر هذه المرة الأولى التى يظهر فيها التراجع الفلسطينى عن التمسك بالحى الأرمنى إذا ما قورن هذا الموقف بما تسرب من موقف للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات فى كامب ديفيد.
وحول الموقف من الحرم القدسى الشريف يتابع عريقات قائلا فى الاجتماع نفسه: "الحرم يمكن تركه للنقاش. هناك طرق خلاقة، كتكوين هيئة أو لجنة، الحصول على تعهدات مثلاً بعدم الحفر".