نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم الجمعة 10 ديسمبر/كانون الاول وثائق دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع ويكيليكس، تقول أن سفيرة الولايات المتحدة لدى القاهرة مارغريت سكوبي توقعت في برقية دبلوماسية أرسلتها إلى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في أيار/ مايو 2009 أن يسعى الرئيس مبارك لاعادة انتخابه عام 2011 ويفوز لا محالة، ورجحت السفيرة الامريكية احتمال وفاة حسني مبارك في منصبه كرئيس على ان يتنحى طوعاً عن السلطة.
وأضافت سكوبي في برقيتها: "حين سُئل مبارك عن الخلافة ذكر أن هذه العملية ستتبع الدستور المصري، ولا أحد في مصر يعلم علم اليقين من الذي سيخلفه في نهاية المطاف ولا تحت أي ظرف من الظروف على الرغم من النقاشات المتواصلة حول مسألة الخلافة، غير أن المرشح الأكثر ترجيحاً لخلافته هو ابنه جمال مبارك، فيما يشير البعض إلى مدير المخابرات العامة عمر سليمان واحتمال قيام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بترشيح نفسه أيضاً".
وتابعت السفيرة الامريكية: "الرئيس مبارك هو أحد الناجين السياسيين، وقد دعّم قبضته على السلطة عن طريق تجنب المخاطر وهو يتمتع بصحة جيدة لكنه يعاني من عجز في السمع بأذنه اليسرى، ويستجيب بشكل جيد لاحترام مصر، ونجا من الموت ثلاث مرات على الأقل خلال 28 عاماً من حكمه، وحافظ على السلام مع اسرائيل، كما نجا أيضاً من مخاطر حربين في العراق ومن عدم الاستقرار الاقليمي ما بعد العام 2003 ومن الأزمات الاقتصادية المتقطعة والتهديد الارهابي الداخلي المزمن".
وأشارت سكوبي في برقيتها إلى أن مبارك " كان ينظر إلى الرئيس جورج بوش على أنه ساذج وخاضع لسيطرة مستشاريه وغير مستعد تماماً للتعامل مع عراق ما بعد صدام ولا سيما انتشار نفوذ ايران الاقليمي، وعبّر في مناسبات عدة عن أسفه لقيام الولايات المتحدة بغزو العراق وسقوط نظام صدام حسين.. واستمر في التشديد على أن العراق، في رأيه، يحتاج إلى ضابط قوي وصارم كزعيم، ونحن نعتقد أن مبارك كان يصف نفسه في هذا الطرح".
وقالت إن مبارك يعتقد أن تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكل روتيني أدى إلى كارثة وأن كارثة أخرى تلوح في الأفق في أفغانستان وباكستان مع اتساع نفوذ المتطرفين، كما يرى أيضاً أن محاولات الولايات المتحدة تشجيع الاصلاح السياسي والشمولية في مصر قبل انتخابات 2011 كانت خاطئة وعلى نحو مماثل وعززت فقط عزمه على مقاومتها.
واضافت سكوبي إن مبارك يراكم المتاعب ويخلق فراغاً محتملاً في السلطة من خلال رفضه تقاسم السلطة ولا يوجد لديه مستشار أو مقرّب واحد يستطيع التحدث حقاً بالنيابة عنه، ومنع مستشاريه الرئيسيين من العمل خارج نطاق صلاحياتهم المقيدة
الخميس ديسمبر 16, 2010 9:25 am من طرف Admin